ما هو علاج النظر إلى الحرام ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد:
أخي الكريم: سؤالكم دليل الخير والإيمان في قلبكم، بقي عليك أن تقوي إيمانك حتى يتمكن في قلبك، و ينعكس على سلوكك وعاداتك، أنصحك بالآتي:
1- عليك أن تبتعد عن كل ما يثير شهوتك وخاصة إتباع النظرة النظرة، فإن ذلك يثير الغريزة، ويهيج النفس على الحرام. قال الله تبارك وتعالى:
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور:30].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تتبع النظرة النظرة » (رواه أبو داود والترمذي).
2 - أنصحك بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين تثور غرائزهم، حيث يقول كما في الصحيحين وغيرهما: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » (البخاري ومسلم).
فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزواج أولاً ثم إلى الصوم إن كانت الظروف لا تعين على الزواج.
3- ومما ينفع المسلم في هذا الموضع أن يشغل نفسه بالأمور المهمة التي تعود عليه بالنفع في دينه وفي دنياه مثل: الإكثار من الطاعات وخاصة صلاة الليل والذكر وتلاوة القرآن والأدعية.
4- الاشتغال بالأعمال المنتجة النافعة كالعمل والتجارة، واغتنام أوقات الفراغ بعيداً عن المثيرات ( من صور و أغاني ...).
5- اعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ،وهي تحتاج منك إلى شكر ، وشكر نعمة البصر حفظها عما حرم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ قال تعالى: { وما بكم من نعمة فمن الله } [ النحل : 53 ].
6- اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق لغير ضرورة والجلوس في الطرقات، قال صلى الله عليه وسلم: « إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق ، قال: غض البصر ، وكف الأذى » [البخاري ومسلم].
كل ما سبق يعين على الاستقامة والسيطرة على الغرائز. والله تعالى أعلم.