الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد:
فإن أول ما يستعين به المسلم على حفظ كتاب الله تعالى: المحافظة على طاعة الله والابتعاد عن معصيته لقول الله تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[البقرة:282]، وذلك بالإضافة إلى تصحيح النية وإخلاص العمل لله وحده.
أما فيما يتعلق بالأساليب العملية التي تساعد على حفظ القرآن الكريم فنذكر منها:
1- أن تحفظ في مصحف واحد، تخط فيه كل ما يتعلق بحفظك من ملاحظات ليسهل عليك تذكرها.
2- أن تقرأ شيئا من التفسير الميسر لمعاني الآيات، إذ أن حفظ ما تفهم معانيه أيسر على الذهن.
3- إستمع إلى تلاوة قارئ متأنِّ متقن، لتصحح نطقك وقراءتك.
4- قم بتكرير ما حفظته كتابة إذ أنه أثبت في الذهن.
5- تعاون مع أحد أصدقائك بان يقوم كل منكما بتسميع ما يحفظ صاحبه.
6- لا تتعجل حفظ الكثير، قبل أن تتقن ما تحفظ.
7- إجعل لنفسك برنامجا خاصا تحاسب نفسك عليه، تحفظ فيه ما يتيسر لك، مع دوام المثابرة والاستمرار.
8- تعاهد القرآن الكريم بدوام القراءة والمراجعة إذ أنه سريع التفلت كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِى عُقُلِهَا » ( صحيح مسلم ).
9- وكرر ما حفظت من آيات في قيام الليل، لتكون أشد رسوخا في القلب وأكثر ثباتاً في الذهن لقول الله تعالى: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } [المزمل:6].
ولا يغيبن عنك ما يكتبه الله تعالى لك من أجر على ما ينالك من مشقة فعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ » ( صحيح مسلم ).
وفقك الله إلى حفظ كتابه وأعانك على ذلك، والله تعالى أعلم.