أيها الأخوة ؛ قبل الحديث عن التمر لابد من لفت النظر إلى أن هناك نسباً عالية جداً من الأمراض الخبيثة تتفشى في المجتمع ؛ حدثني أخ طبيب اختصاصه في الأمراض الخبيثة يقول : عدد المرضى تضاعف عشر مرات في السنوات الأخيرة ، وفي إحصاء آخر يقول : كل ثماني نساء واحدة منهن مصابة بمرض في ثديها ؛ هناك خطأ في غذائنا جميعاً .
الآن التمر وهذا التمر الذي يتناوله الصائم مع الماء فيه خمسة وسبعون بالمئة من جزئه المأكول مواد سكرية أحادية سهلة الهضم ، سريعة التمثل إلى درجة أن سكر التمر ينتقل من الفم إلى الدم بأقل من عشر دقائق ، وأبسط سكر ؛ سكر التمر ، وعندما ينتقل السكر من الفم إلى الدم يجري في الدم فيصل إلى مركز الشبع في البصلة السيسائية ، فإذا تنبه مركز الشبع شعر الإنسان أنه شبعان ، أما إذا أكل المواد الدسمة فإلى أن تنهضم المواد الدسمة وتجري في الدم ثلاث ساعات ، لذلك الإنسان لا يدع الطعام الدسم إلا بالشعور بالامتلاء .
صار عندنا شعور بالشبع أساسه التنبيه العصبي في مركز البصلة السيسائية وشعور بامتلاء المعدة ؛ فالإنسان لا يدع الطعام إذا أكل مواد دسمة إلا عند الشعور بالامتلاء، أما إذا أكل سكرة واحدة أو تمرة واحدة قبل الطعام بربع ساعة بعد عشر دقائق يشعر بالشبع ؛ فكان عليه الصلاة والسلام يتناول هذه التمرات مع شربة ماء ويصلي ويشعر بالشبع فإذا أكل أكل باعتدال ، هذه واحدة .
ثانياً ـ هذه التمور تتركب من السكريات الأحادية ، وهذه النوع من السكر ، السكر الأحادي أسرع السكاكر امتصاصاً في جسم الإنسان .
شيء آخر ؛ هذه التمور فيها مواد سيللوزية ، حدثني أخ طبيب أن أعلى نسبة في سرطان القولون في العالم بالدول الغنية حيث تتناول غذاء مصفى ؛ بدل الفواكه و العصير ، كل أنواع الغذاء المصفاة التي لا تحتوي على سيللوز هذه غير صحية ، والتمر فيه مواد سيللوزية ، وهذه المواد تمتص من الأمعاء الكولسترول الضار ، وتعين على حركة الأمعاء ، وتجعل بقاء الغذاء في الأمعاء في أقل وقت ممكن ، وحركة الأمعاء أساسها هذه المواد .
فلذلك التمر إضافة إلى السكر الأحادي فيه مواد سيللوزية ، وهناك من حدثني من أخوتنا الكرام الأطباء الذين كانوا في بلاد الغرب قال : أجريت دراسة على غذاء الشعوب قاطبة فكانت أفضل الشعوب غذاء شعوب المتوسط ، لماذا ؟ لأن يوجد في كل أغذيتهم مواد سيللوزية؛ نحن نأكل برتقالة وتفاحة ونأكل الفاكهة ، أما الذي يشرب عصيرها هذا ماذا ترك ؟ ترك ما نسميه التفل هذه مادة مفيدة جداً ؛ والتمور فيها مواد سكرية أحادية تنتقل من الفم إلى الدم بعشر دقائق وفيها مواد سيللوزية .
شيء آخر هذه المواد السيللوزية لها آثار مدهشة في عملية الهضم ، وفي وقاية الأمعاء من الأمراض الوبيلة .
هذه التمور فيها مواد بروتينية مرممة للأنسجة ، وفيها نسب ضئيلة من الدهن ، ويحتوي التمر على خمسة أنواع من الفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم ؛ كما يحتوي على ثمانية معادن أساسية .
قال : مئة غرام كل يوم فيها نصف حاجة الإنسان من المعادن ؛ والإنسان بحاجة ماسة إلى المعدن ، ويحوي التمر أيضاً على اثني عشر حمضاً أمينياً ؛ وست وأربعين مادة غذائية ، هذا صنع الله ؛ هذا خلق الله .
العلماء قالوا : يوجد في التمر مواد ملينة ومهدئة لما قال الله عز وجل :
﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً ﴾
المرأة الحامل التي على وشك الوضع بحاجة إلى أمعاء لينة وبحاجة إلى أعصاب هادئة ؛ ففي التمر مواد مهدئة ومواد ملينة .
قال : هناك خمسون مرضاً في الإنسان أساسها الإمساك والتمر فيه وقاية من كل هذه الأمراض ؛ هناك آثار إيجابية من فقر الدم ، ومن ارتفاع الضغط ، ويعين على التئام الكسور ، وهو ملين ومهدئ .
أهم شيء في التمر أنه لا يتلوث بالجراثيم ؛ تركيز السكر فيه عال بحيث لو وقفت جرثومة عليه ؛ السكر يمتص ماءها وتموت فوراً ولو كان التمر في الهواء الطلق ؛ لو كان في أي وضع لا يتلوث إطلاقاً ، فهو معقم دائماً .
أيها الأخوة ؛ هذا الموضوع يقودنا إلى شيء وهو أن الإنسان ما هو أثمن شيء في حياته بعد الإيمان ؟ صحته ، لأن جسمه وعاءه ، وجسمه أداته إلى الآخرة ، فيجب أن يعلم المؤمن أن أثمن شيء في حياته بعد الإيمان بالله صحته ، إذاً أنا ما أردت من هذا الموضوع أن يكون الدرس علمياً ، أردت أن يكون درساً دينياً ؛ المؤمن يفكر فيما يأكل أحياناً كأس لبن أفضل ألف مرة من هذه المشروبات التي لا نعلم ما فيها .
أنا سألت إخوان كثيرين يعملون في هذه المعامل تأتي المواد المركزة جاهزة لا أحد يعلم ما فيها ؛ فيها مواد تعين على الإدمان ؛ فيها مواد مسرطنة ؛ نحن نأتي بهذه المركزات ونحلها بالماء ونبيعها ، إن كأس الماء أفضل من هذه المشروبات .
النتيجة عود نفسك على الأغذية الطبيعية التي خلقها الله عز وجل ، لأن الأورام والأمراض منتشرة بشكل مخيف ، من عشر سنوات العدد تضاعف عشرة أضعاف ؛ أكثره مواد معلبة ، ومواد حافظة ، وغذاء أحياناً فيه مواد مسرطنة ونحن لا نعرف ، والمؤمن يجب أن يفكر فيما يأكل ؛ هناك سمون رخيصة جداً مهدرجة ، أحد كبار المستوردين في مصر - هكذا سمعت - ذهب إلى معمل غذائي كبير ، وبغفلة من المدير العام استطاع أن يدخل إلى داخل المعمل رأى الشيء الذي لا يصدق ، والصناعات الغذائية الآن متقدمة جداً بحيث أن أسوأ المواد مع المنكهات والمبيضات تصبح مقبولة عند الإنسان أما آثارها فهي سلبية .
نريد أن نسأل سؤالاً : لماذا تفاقمت هذه الأمراض ؟ يوجد علة في غذائنا ؛ أنا لا أدري التفاصيل لكن أعطيكم مبادئ عامة ؛ ارجع إلى الغذاء الطبيعي وحاول أن تأكل الغذاء الذي صمم للإنسان ، هناك ثلاثة سموم قاتلة بيضاء ؛ الخبز الأبيض ، والسكر الأبيض ، والملح الأبيض .
جزيرة بريطانية حدثني أخ طبيب قلب قال لي : قاسوا ضغط أفراد الجزيرة واحداً واحداً ما وجدوا واحداً معه ضغط مرتفع ، السر أن هذه البلدة لا تأكل الملح ، لأن الإنسان حاجته من الملح يأخذها من التفاح إن شاء ؛ والجسم فيه تقنية عالية جداً لو أنك لم تأكل ملحاً إطلاقاً يوجد بالتفاح كلور الصوديوم فيأخذ من التفاح الملح ؛ ثلاثة سموم قاتلة بيضاء ؛ الخبز الأبيض ، والسكر الأبيض ، والملح الأبيض .
هذا الكلام من أجل أن نتنبه أنه يوجد مواد مسرطنة ، و مواد تعين على الإدمان، ويوجد مواد حافظة مسموح واحد بالألف قد يوضع ثلاثة في الألف فيها ؛ عود نفسك الأكل الطبيعي ، وعود نفسك :
((عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ))
وكان يثني على الأسودين اللبن والتمر ، وقدر ما تستطيعوا ارجعوا إلى الطبيعة ؛ ارجعوا إلى أصل التصميم ؛ الخبز بكامله من غير نخل ، واللبن الصافي ، والتمر الذي خلقه الله ، أما كل شيء تأكله معلباً فلا تعرف ماذا فيه من مواد حافظة ومواد مسرطنة ومواد دسمة سيئة جداً .
الحقيقة أن الدول الغربية عندها مشكلة ، أن عندها شيئاً يصدر وشيئاً يستهلك ؛ ما كل شيء تصدره تسمح باستعماله في بلدها ، ونحن والحمد لله ومن فضل الله صدر من فترة طويلة قرار أن المادة الغذائية لا يسمح باستيرادها إلا إذا كانت مسموحة في بلد المنشأ ، وهذه نعمة كبيرة ؛ وكانوا قديماً يعدون أنفسهم غير الدول الفقيرة ، لأن الدول الفقيرة بنظرهم شعوب من الدرجة الثانية ، وهناك صناعات غذائية كثيرة ممنوع استعمالها في بلد المنشأ مسموح تصديرها ، والدول الفقيرة تستوردها ، أما الآن فلا يمكن أن تدخل إلى بلدنا مادة غذائية ممنوع استعمالها في بلد المنشأ وهذه نعمة كبيرة ، على كل يمكن أن يتسرب شيء غير نظامي ، فأنت كن يقظاً لأن صحة الإنسان أثمن شيء .
سيدنا علي يقول : " أثمن نعمة نعمة الإيمان تليها نعمة الصحة تليها نعمة الكفاية فمن كان إيمانه صحيحاً ، وعمله مستقيماً ، وكانت صحته سليمةً ، وكان يملك قوت يومه فقد حاز الدنيا بكل حذافيرها وما فاته من الدنيا شيء " .
عود نفسك أن تطبق السنة ، قرأت في مجلة علمية أن هناك اثنتي عشرة حالة موت مفاجئ ، سببها إنسان شرب الماء غباً ، لأن هناك عصباً اسمه العصب المبهم أو العصب الحائر ، وهو بين المعدة والقلب ، وإذا صار هناك تأثير حاد على المعدة قد ينتقل التأثير إلى القلب فينهاه عن العمل ، قال النبي : " مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب " .
أنا أتمنى على كل واحد منا أن يدقق في سنة النبي ، بأكله وشربه ، ويبدو أن النبي ليس من عنده ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ؛ فكر أنا لا أستطيع أن أتكلم كل شيء في هذا الدرس ؛ كل شيء قبل أن تأكله فكر فيه ، وقبل أن تشتريه هل الجهة المصدرة موثوقة ؟ وهل ما كتب على العلبة صحيح ؟ حاول أن تكون المواد طبيعية من منابعها، والمواد الطازجة والمواد الطبيعية الأولية وغير المصنعة ، والآن كثير من المعجنات طعمها طيب جداً لكن فيها مواد و منكهات كيميائية ؛ والمحصلة الطعم طيب ولكن له أثراً سلبياً هذا الذي أريد أن أقوله لكم وموضوع التمر هو شاهد .
في التمرة ست وأربعون مادة غذائية ، وبيت لا تمر فيه جياع أهله ، والتمر فيه مادة مهدئة ، ومادة مرممة ، ومادة ملينة ، وفيتامينات ، وفيه حموض أمينية ، وفيه معادن، ومواد بروتينية ، ومواد دهنية ، ومواد سيللوزية .
وفيه أدوية ، وقالوا : خير الدواء ما كان غذاء ، وخير الغذاء ما كان دواءً ، وهذه بعض الحقائق أنا ذكرتها سابقاً ولكن من باب التذكير وما أردت الموضوع نفسه ، أردت أن ننتقل منه إلى أن نفكر فيما نأكل .
الإنسان يكون ضحية الدعايات ؛ يكون ضحية دعايات قد تكون مغرضة ؛ عندي كتاب اشتريته من معرض الكتاب من دمشق مؤلفه عبد الصبور شاهين ذهب إلى أمريكا بنفسه ودخل إلى معمل دخان ، ورأى بأم عينه كيف ينقعون الدخان بالخمر ؛ فإذا سمع الشاب تعال إلى حيث النكهة هل تعلم ما هي النكهة ؟ نكهة الخمر ، ومشكلة كبيرة أن يتحرك الإنسان حركة عشوائية ؛ كثير من الناس يحبون المشروبات الغازية حتى أصبحت في حياتهم كالإدمان ، إلى درجة أن الطفل أصبحت جزءاً من حياته ، السبب فيها مادة تعين على الإدمان ؛ حدثني أخ عاش في فرنسا أن معمل سكاكر مشهور جداً في أندونيسيا وشائع الاستعمال إلى درجة متناهية، وبالفعل طعمه طيب جداً فيه مواد في أصل تركيبه تعين على الإدمان ، فأنت إذا استعملت قطعة منه تشعر أنك بحاجة إلى المتابعة لكي تشتري ، وهم صحة الشعوب لا قيمة لها عندهم والقيمة للربح فقط .
شيء لا تعرف أين مصنوع ، ولا تعرف تركيباته والمواد الداخلة فيه ؛ الجهة المصنعة جهة غير ملتزمة متفلتة انتبه ، أنا أردت من هذا الدرس أن تنتبه قبل أن تأكل شيئاً قد يكون مؤذياً ، والحقيقة أن أخواننا ذكروا لي ارتفاع الأمراض الوبيلة بشكل غير معقول ، وكل جمعة أقرأ ست أوراق عن أمراض خبيثة " دعاء " ؛ وعشرة أمثال الرقم ، وكل ثماني نساء واحدة معها سرطان ثدي ، قبل سنوات كان كل عشر نساء والآن أصبحن كل ثماني نساء ، ونسب الإصابات للسليمات واحدة إلى ثماني نساء ، وكانت واحدة إلى عشر والأمر يتفاقم ، والإنسان المؤمن صحته غالية كثيراً ، وجسمه وعاء نفسه ، وجسمه أداة عمله ، ونحن علينا ألا نكون ضحية دعاية مغرضة ونأخذ الأشياء من منابعها ، ونأخذها بشكل أولي ، وليس بشكل محسن ، وهذه التحسينات ؛ والحمد لله صار عندنا وعي جيد ، وصار ضبط أيضاً ؛ إن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن .
حدثني أخ يعمل في معمل طحينة يضعون مادة توضع في الدهان سبيداج من أجل أن يصبح لونها فاتحاً و يرتفع ثمنها ، طبعاً فيها حساب عسير ؛ قبل فترة كانت توضع والذي عنده معمل غذائيات يهمه الربح فقط ، ولا يهمه صحة الناس إذا كان غير متدين ، والآن يوجد ضبط لكن لا يكفي ، نحتاج إلى وازع داخلي ؛ انتبهوا قبل أن تصبحوا ضحية عادة غذائية سيئة انتبه هناك شيء يؤكل وشيء لا يؤكل ؛ في كندا جرت عملية تجميلية للثدي عند المرأة ، وهناك مليون حالة سرطان ، وكانت عملية ناجحة على المدى القريب ، أما على المدى البعيد فسببت مرضاً خبيثاً ، مليون امرأة مصابة بهذا المرض والدولة تعطيهم تعويضاً، لكل امرأة من الشركة الصانعة لهذه القطع ، فالإنسان يجب أن يفكر ولا يكون ضحية وهناك مؤسسات علمية في العالم هدفها الربح فقط وليس هدفها صحة الناس .
------------------------------
لتحميل تفسير القرآن الكريم كاملاً .... صوت فقط
للدكتور محمد راتب النابلسي .... اضغط على الرابط التالي :
👇👇👇👇👇