قصة يرويها الدكتور محمد راتب النابلسي
...............
والله الذي لا إله إلا هو ..
أروي لكم هذه القصة لشدة تأثري بها تأثراً بالغاً
لأنها وقعت معي بشكل يقيني .
- كنت قديماً مُدرِّساً بمدرسة ثانوية ، وكانت هناك ساعة فراغ فجائية ، وبيتي بعيد لا يحتمل أن أذهب إلى البيت وأعود ، فكان لابد من أن أمضي هذه الساعة في المدرسة .
فاخترت أن أمضيها عند مدير المدرسة وهو صديقي ، فلما دخلت عليه إستضافني وقدم لي كوباً من الشاي ، وبدأ يشكو لي همومه ومتاعبه ، وأنه متضايق من هذا البلد ، ويريد أن يسافر ، وقد طلب إعارة إلى الجزائر ليُدرّس هناك ، ووافقوا له .
قال لي : أريد أن أذهب إلى هناك ، وأرتاح قليلاً ، قال لي : الراتب مضاعف عندهم ، أريد أن أبقى خمس سنوات ، لا أريد الرجوع في الصيف ، أريد أن أمضي صيفاً في باريس ، وصيفاً في إسبانيا ، وصيفاً في ألمانيا ، وصيفاً في إيطاليا ، وصيفاً في بريطانيا .
قال : أريد أن أرى تلك البلاد ، وأرى متاحفها ، وأرى ريفها ، وحضاراتها ، وبعد خمس سنوات أرجع إلى بلدي وأقدم استقالتي وآخذ التقاعد وأستريح من التعب .
وعندما أعود ومعي المبلغ الذي جمعته من هذا السفر ، سأشتري محلاً تجارياً أبيع فيه التحف القديمة ، وأجعل من هذا المحل منتداً فكرياً وأدبياً ، ( هو كان يدرس مادة الفلسفة )
قال لي : ثم يكبر أولادي ويستلمون هذا المحل ، وأزوجهم من الدخل الذي سأجنيه من هذا المحل ، وأنزل أنا إلى المحل يومياً بعد الظهر ، وأصدقائي يأتون إلي ويجلسون عندي .
وأنا أسمع له كل هذا الوقت وهو يتحدث ، كان متحدثاً لبقاً ، وكلامه لطيف ، وقد رسم لي في مخيلتي والله فيما أذكر ، مشروع عمل لأكثر من ثلاثين سنة قادمة !!
ثم انتهى اللقاء ، فودعته وأكملت دوامي في المدرسة ، ثم بعدها ذهبت للبيت ، وتغديت ، وكان عندي عمل في مركز المدينة مساءً ، فقلت في نفسي : سأذهب وأعود مشياً على الأقدام لأحرك جسدي من أجل الرياضة .
والله الذي لا إله إلا هو ..
وأنا في طريق العودة مساءً إلى بيتي أمشي ، قرأت نعوته على الجدران !!!!!
أقسم لكم بالله .. ( في اليوم نفسه مات )
لقائي كان معه الساعة 11 صباحاً ، ومساءً الساعة 7 رأيت نعوته على الجدران !!!!
لمتابعة الجزء الثاني اضغط على الرابط التالي :
https://www.ashekalaksa.com/2021/11/blog-post_15.html
................