حينما نزل القرآن الكريم على النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن العسل في نظر الناس إلا قيمة غذائيَّة ، وليسَت علاجيَّة ، فالقرآن أشار إلى هذا قبل آلاف السّنين ، أو قبل ألف وخمسمئة عام .
وقد قال بعض العلماء إنَّ قيمة العسل العلاجِيَّة أساسها وجود أنزيمات نشيطة ، هذه الأنزيمات لها خاصَّة أنَّها سريعة التأثّر والتَّلَف بالتسخين ، فلو خزِّن العسل شهرًا بدرجة ثلاثين يفقد معظم خصائصه ، وبدرجة عشرين فوق سنة يفقد معظم خصائصه ، يجب أن يحافظ على وضعه الطبيعي دون أن يُسَخَّن ، دون أن يُخزَّن بِمَكان حارّ .
أيّها الأخوة الكرام ؛ وينبغي أن يُفَرَّق بين العسل الحقيقيّ ، الذي هو جني رحيق الأزهار ، وبين العسل المزيّف الذي هو جني الماء والسكر الذي يوضع للنحل على مقربة من الخلايا ، تأثير هذا العسل المزيّف ضعيف جدًّا ، حتى الإنسان لا يقع بِخَيْبة الأمل ، إله الكون يقول : فيه شفاءٌ للناس ، ولا نرى هذه النتائج الباهرة !! العسل الذي هو جني رحيق الأزهار فيه الخصائص التي ذكرها العلماء ، أما هذا الذي يكون من نتاج الماء والسكر الذي يوضع إلى جانب الخلايا في موسمٍ مديد ، فهذا عسل مُزيَّف لا يحتوي على عشرين بالمئة من خصائص العسل الحقيقي .
أيها الأخوة الكرام ؛ الموضوع الذي وعدتكم به وجدته لا يتَّسِع لا لِخُطبة ، ولا لخُطب عامٍ بأكمله ، بحوث ، ودراسات ، وتجارب دقيقة جدًّا أجْريَت على آثار العسل في الجهاز الهضمي ، والجهاز العصبي ، والجلد ، والكبد ، والأمعاء ، وعلاقته بمرضى السكر ، وعلاقته بالتوتّر العصبي ، وبالأرق ، وبأمراض الحساسيّة ، وبجهاز التنفس ، وجهاز القلب والدوران ، إذا راجعتم المراجع التي تتحدَّث عن قيمة العسل العلاجيّة لوجدْتم أنَّ كلّ أجهزة الجسم من دون استثناء تتأثَّر تأثُّرًا إيجابيًّا وسريعًا بالعسل الحقيقيّ الذي يؤخذ من رحيق الأزهار .
فيا أيها الأخوة الكرام ؛ من باب التقريب ؛ الْتهابات الأمعاء الحادَّة يشفيها العسل لأنَّه سريع الامتصاص ، ويمنع التَّعفّن في الأمعاء .
التَّحكّم بعضلات المثانة البوليّة ، العسل لو دوْرٌ إيجابيّ فيها ، وتحسين نموّ العظام من آثار العسل ، و العسل علاج ممتاز للمصابين بتقرّحات المعدة والأمعاء ، ومعظم أمراض الجهاز الهضمي ، والعسل لا يؤذي مرضى السكر لأنَّه سكّر أحادي سهل الهضم ، التوتّر العصبي يتأثَّر إيجابيّا بِتَناول العسل ، والأرق يزول بتناول العسل ، أمراض الحساسيّة ، وأمراض الجلد ، حتى أنَّ الأطبّاء الآن يضعون على الجروح العسل قبل أن تلتئِم لأنّ سرعة التئام الجروح عن طريق العسل ثلاثة أضعاف عن التئامها العادي .
أيها الأخوة الكرام ؛ موضوع وعدتكم به لا تتَّسع له عشرات الخطب ، ولكن أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الموضوع ملخَّصٌ في كلمة ، قال تعالى :
﴿فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾
والإنسان بدل أن يأخذ الأدوية الغالية عليه أن يستعين بهذا الشراب الصافي الذي أوْدَعَ الله فيه هذه الخصائص المذهلة ، وطبعًا قال العلماء في العسل : سبعون مادَّة دوائيَّة تكاد تكون لعْقة العسل صيدليّة كاملة ! غير السكّر ، أنزيمات ، معادن ، فيتامينات ، اثنا عشر نوعًا من السكر ، وكلّ نوع له فوائد خاصَّة ، ولا يزال هذا الموضوع قيْد البحث ، والعلماء قدَّموا شيئًا، وغابَت عنهم أشياء .
-------------------------------
لتحميل تفسير القرآن الكريم كاملاً .... صوت فقط
للدكتور محمد راتب النابلسي .... اضغط على الرابط التالي :
👇👇👇👇👇