حدثني أحد علماء دمشق
جاءه شاب، قال له:
أنا ما معي شيء،
وأنا في سن الشباب،
وأنا أتمنى أن أتزوج،
لا بيت، ولا عمل، ولا مهر، يعمل في محل تجاري بدخل قليل جداً،
قال له: اتقِ الله،
قال له: هذه أين تصرف ؟
كيف أتقي الله ؟!
ما فهِم أبعادها،
قال له: ما عندي غيرها،
مع السلامة،
هذا الرجلُ فكّر في قول العالم
اتقِ الله، مجال تقواه عمله،
هو موظف بسيط جداً في محل،
يبدو أنه أخذ هذا الكلام بمحمل خطير،
قال بعدها: داومت دواما كاملا كأن المحل لي،
غضضت بصري عن أي فتاة تدخل إلى المحل،
ما كذبت أبداً،
نصحت الزبائن،
يذكر تفاصيل،
فصاحب المحل وجد الوضع غير طبيعي،
كأن هذا العامل صاحب المحل،
من كثرة اهتمامه،
ودوامه الكامل،
الذي حصل ؛
أن صاحب المحل طمع به أن يكون زوجاً لابنته،
لكن ما أخبره،
وأمّن له بيتا جيد جداً،
وصار يقول له: رافقني،
أنا مضطر أن أكسو بيتا،
أنا أحب ذوقك،
هو يختار السيراميك،
هو يختار البلاط،
بعدما انتهى هذا البيت
قال له: هذا البيت لك،
أنا سأزوجك ابنتي،
فدعا الشيخ إلى عقد القرآن،
قال له: سيدي ما تذكرتني ؟
قال له: لا والله، قال له:
أنا مرة جئت إليك، وقلت لي: اتقِ الله،
أنا اتقيت الله
الله فأكرمني بزوجة وبيت ودخل جيد.
أنا والله وألقى الله بهذا الكلام: لا أصدق في الأرض في القارات الخمس من آدم إلى القيامة
أن شابا يتقي الله
والله عز وجل لا يفرج عنه،
وما أكثر المشكلات.
والله مشكلات العالم الإسلامي تنهد لها الجبال،
صعوبات كثيرة،
طرقٌ مسدودة،
أبواب مغلقة، قهر كبير،
قتل يوميّ، فقد حرية،
مرض عضال،
شيء لا يحتمل،
وأنتم ترون بعيونكم ماذا يجري في العالم
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
من يتق الله في اختيار زوجته:
﴿ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
من الشقاء الزوجي.
من يتق الله في تربية أولاده:
﴿ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
من عقوقهم.
من يتق الله في كسب ماله:
﴿ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
من تلف المال .
من يتق الله في التوحيد:
﴿ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
من الشرك.
والله الذي لا إله إلا هو لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت