أحد أخواننا الكرام, والده معه مرض في قلبه، ركب دسامًا، فزرته، قال لي: يا أستاذ لا أنام طول الليل، قلت له: خير؟ قال لي: طرق طرق، الدسام الطبيعي ليس صوت، أما الدسام الصناعي فيه خردقة، قال لي بالنهار: لا يشعر بضجيج، في الليل لا ينام، من كان دسامه سليمًا، شريان التاجي لمعته واسعة، الكبد يعمل بانتظام، الكليتان بانتظام، يرى بعينيه، هناك مرض تضيق ساحة الرؤية إلى أن تصبح الدائرة صغيرة جداً .
زارني أخ معه هذا المرض، قال لي: ماشي بالطريق, اصطدمت بامرأة, فظنت بي الظنون، قلت لها: يا أختي, والله لا أبصر، سامحيني، اندفع إلى سيارة ولم يرها، جاء طبيب أجرى له عملية، ونجحت العملية، لكن منعه أن يسجد، قال له: متى تسمح لي أن أسجد، وأشكر الله عز وجل؟ قال له: الأمر يطول، بعد شهر ثان، قلت له: والله أنت سجدت قبلن أن تسجد، لما قال للطبيب: متى تسمح لي أن أسجد حتى أشكر الله على نجاح هذه العملية؟ قال له : الآن: لا بد أن تبقى من دون سجود، قلت له: أنت سجدت قبل أن تسجد .
أحد أخواننا –نسأل الله له العافية- لا ينام الليل، أنا متأكد لو عنده مليون ليرة, يدفعها ثمنًا, لينام ليلة واحدة، قلت له: امش، قال لي: أمشي حتى أتعب، أبداً, ولا دقيقة ينام، ولا ثانية، فلما يضع الإنسان رأسه على الوسادة وينام, يعني: فهو نعمة لا تقدر بثمن، نعمة النوم، نعمة الصحة، نعمة السمع، نعمة البصر .
يعني: سمعنا عن عميد الأدب العربي, فقد بصره, قال: يصف بسويسرا، قلت: لا داعي, لا يرى شيئاً، فإذا فقد الإنسان بصره, لا يرى شيئاً، نعمة البصر، فلما يشكر الإنسان هذه النعم التي حباه الله بها .
يزور إنسان سجناً يجد أسيراً، لا يتحرك، لا يتصل بإنسان، لا يقعد مع زوجته وأولاده، أيضاًً: نعمة الحرية نعمة كبيرة جداً .
فالله عز وجل من ألف باب وباب
من ألف باب في الجسم
من ألف باب بمن فوقك
بمن دونك، بمن حولك
مفتاح زوجتك بيده
مفتاح أولادك بيده
مفتاح رؤسائك بالعمل بيده
مفتاح أتباعك بيده
مفتاح صحتك بيده
مفتاح رزقك بيده
كله بيده
قال تعالى:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
[سورة هود الآية: 123]