بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
ماذا عن الكرز ؟
أيها الأخوة الكرام, في مجلَّةٍ علميِّةٍ رصينة صدرت قبل أيام، فيها بحثٌ دقيقٌ جداً، في هذا البحث إشارة إلى أن إحدى الولايات الأمريكيَّة محصولها الأول هو الكرز, هؤلاء لا يعرفون الآلام المُعتادة كآلام المقرص، وآلام المفاصل والتهابها.
باحثٌ متعمِّقٌ في بحثه أجرى بحثاً علمياً دقيقاً عن الكرز، فوجد سرَّه في المادة الحمراء التي يتلوَّن بها، هذه المادة الحمراء اسمها (أنثوسيانين) كل عشرين حبة كرز يساوي من اثنا عشر إلى خمسة وعشرين ميلي غرام من هذه المادة، قال هذا العالم الباحث: قدرة هذه المادة على تسكين الآلام تُعادل عشر أمثال قدرة الأسبرين، وأن هذه المادة توقف الآلام بنفس طريقة الأسبرين، فهي تعطِّل عمل الأنزيمات المسبِّبة للالتهابات التي ينتج عنها الإحساس بالأم.
هذه المادة لها خاصةٌ أخرى، فهي توقف عمل بعض النواتج الثانويَّة الناتجة عن الاستقلاب الهَدْمِيّ, الاستقلاب تحول الغذاء إلى طاقة، في مقتبل العمر الاستقلاب بنائي، بعد الخامسة والثلاثين أو الأربعين الاستقلاب هدمي، عن هذا الاستقلاب الهدمي ينتج مواد تعيق الانتفاع بالغذاء، هذه المادة الحمراء في هذه الفاكهة توقف عمل بعض النواتج الثانوية التي تُخَفِّض كفاءة الاستفادة المثلى من الغذاء، ومفعول هذه المادة الفعَّالة في هذه الفاكهة، يشبه تماماً مفعول الفيتامين (c) وفيتامين (a) وعشرين حبة من الكرز تساوي قُرْصَين من الأسبرين دون مضاعفات.
يا أيها الأخوة الكرام, ربٌ كريم وهو حكيم، وكل شيءٍ من صُنع يديه, قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
[سورة آل عمران الآية: 190-191]